heba mordy anber
عدد المساهمات : 45 نقاط : 123 تاريخ التسجيل : 18/03/2011
| موضوع: فن المونتاج التلفزيوني الجمعة 20 مايو - 21:17 | |
|
يعتبر المونتاج أو ال Video Editing الركيزة الأساسية لأي مشروع انتاج تلفزيوني أو سينمائي، وهو باختصار إعادة ترتيب اللقطات التي تم تصويرها في وقت سابق، وإزالة المشاهد والزوائد غير الضرورية، وإضافة المؤثرات الخاصة بواسطة أجهزة. أبو المونتاج هو المخرج العالمي الروسي سيرجى آيزنشتين المونتاج هو الذي يعطي للمشاهد معناها حسب ترتيبها وسياقها. المونتاج باختصار هو عملية اختيار وترتيب المشاهد واللقطات حسب الغرض الدرامي المراد تكوينه وإيصاله للجمهور. مونتاج أخيرا سوف أتكلم عن المونتاج (الفن الذى أعشقة) ...كثيرون لا يعلمون ما هو المونتاج أو ما هو دوره الحقيقى فى صناعة الفيلم يعتقد البعض انه مجرد ترتيب لقطات الفيلم بشكل صحيح بعد الأنتهاء من التصويرلكن فى الحقيقه ان دور المونتاج هو اكبر من هذا بكثير فمونتير الفيلم يعتبر مخرج ثانى للفيلم قد يعمل المخرج فى اعداد و تصوير الفيلم متوقعا نتيجه و حاله معينه من الفيلم لكنها تختلف تماما فى مرحله المونتاج خاصه اذا كان المونتير مبدع وله وجهه نظر يثق فيها المخرج
المونتير هو المشاهد الأول للفيلم و هو الذى يعطى انطباعاته عن المشاهد و اللقطات التى تم تصويرها و يحدد للمخرج ما وصل له من مشاعر و فهم لأحداث الفيلم و بناء عليه يتم حذف أو اضافه و ترتيب اللقطات بشكل قد يكون مختلف عن الرؤيه الأوليه للمخرج * إذا نظرنا الى صور شريط الفيلم السينمائى سنجده عبارة عن صور ثابتة فوتوغرافية غير متحركة , وإيهام المتفرج بالحركة المستمرة يأتى من نظرية "خاصية بقاء الرؤية فى العين" فإذا تم عرض سلسلة متتابعة من الصور الثابتة لحظيا ًوكان هناك إختلاف بسيط فى حركة الشخص أو الشىء المصور فى أى صورة عن الصورة التى قبلها فإن المتفرج يحس بأن الحركة متصلة وطبيعية المونتاج لا يستمد قوته من مجرد تقسيم المشاهد إلى لقطات يمكن عرضها بطريقة أكثر حيوية وواقعية فحسب , بل أن أهمية المونتاج تكمن فى أن اللقطات المتتابعة تخلق فيما بينها مجموعة من العلاقات المتشابكة , علاقات تتصل بالفكرة وعلاقات تنشأ عن طول هذه اللقطات وعلاقات تتصل بالحركة المادية , وبالشكل , بحيث إنه لو استخدمت هذه اللقطات بمهارة لأمكن توجيه أفكار المتفرجين وخلق تداعى المعانى فى أذهانهم
فى بدايات فن السينما لم يكن للمونتاج دور كبير حتى ظهور مجموعة من الباحثين فى نظريات السينما و خاصه من الروس بعد ثورة أكتوبر الاشتراكية (1917) الذين اهتموا بالمونتاج وبدأوا فى دراسته و ايجاد دور واضح له فى صناعة الفيلم
* فى تجربة أجراها كولبشوف (باحث فى مبادىء نظرية السينما و المونتاج ), " قام باختيار لقطة كبيرة لوجه ممثل بأسم " موسجوكين " وهو جامد لا يظهر عليه أى تعبير ثم أوصلاها أولا مع لقطة لطبق شوربة موضوع على المائدة . ومرة أخرى مع لقطة . تمثل امرأة متوفاة راقدة فى كفنها . وفى مرة ثالثة مع لقطة لطفلة صغيرة تلهو بلعبة على شكل دب " . وعندما رأى المتفرجون هذه التجربة اثنوا على أداء موسجوكين لتعبيراته المختلفة التى توهموها فى كل من نظرة الجوع التى وجهها إلى صحن الشوربة , ثم حزنه على المرأة الميتة , وأبتهاجه برؤية الطفلة , هذا برغم أن تعبير الوجه فى الحقيقة كان واحداَ فى الحالات الثلاث .
وجهة نظر كوليشوف التى عبر عنها بقوله : " إن كل فن يحتاج أولا إلى مادة أولية , وثانياَ إلى وسيلة لتكوين هذه المادة يختص بها هذا الفن وتتناسب معه , مادة العمل السينمائى هى قطع الفيلم , وأن وسيلة استخدامها تتمثل فى وصل هذه القطع حسب ترتيب فنى معين . وعلى ذلك , فقد رأى أن الفن السينمائى لا يبدأ عند قيام الممثلين بأدوارهم أو تصوير اللقطات المختلفة . بل أن كل ذلك ليس إلا مجرد إعداد للمواد . ومن ثم فإن الفن السينمائى يبدأ من اللحظة التى يبدأ فيها المخرج فى وصل أجزاء فيلمه , ومع قيامه بوصل هذه الأجزاء بطرق مختلفة وحسب ترتيبات متباينة فإنه يحصل على نتائج تختلف عن بعضها البعضهناك قواعد هامه لا بد منها أولا* الصوت والصورة شريكان وليسا غريمان : هذا يبدو واضحا، ولكن من المدهش أن نرى كثيرا من المونتريين يسمحون للصوت "بمحاربة" الصورة. فالصوت يعتبرشريكا وليس غريما ,ويجب الاعتناء والحرص على تفاصيل مونتاجه مثلما يحدث مع الصورة. ثانيا* يجب أن تحتوى كل لقطة جديدة على معلومات جديدة : تعد هذه الممارسة العامة أحد أهم عناصر المونتاج . وهي جديرة بأن نطلق عليها اسم "قاعدة". ويعتمد نجاح البرنامج الجيد على توقعات الجمهور من التدفق المستمر للمعلومات. فإذا وصل ذلك التدفق بطريقة صحيحة ، فسيُحدث ويزيد باستمرار المعلومات البصرية التي لدى المتفرج عن أحداث البرنامج. ثالثا* يجب أن يكون هناك سبب لكل قطع: يرتبط هذا العرف بالدافع motivation وإذا كانت اللقطة جيدة وكاملة في حد ذاتها، أي أن لها بداية ووسط ونهاية، فليس من المفيد قطع أي جزء منها واستبداله- وخاصة إذا كانت النتيجة النهائية ليست بأفضل منها ,ولا تلبي توقعات المتفرجين عن اللقطة الأصلية. باختصار، لا تقم بتشويه اللقطة.
ويجب أيضاً أن يبقى خيار المونتاج متاحاً في الأساس تحت كل الظروف. ولا يعني هذا عدم عمل مونتاج لصورة شخص يتحدث لآخرلمدة ثلاث دقائق. فإذا كان ذلك الشخص منصتا، فسيقوم على الأغلب بإحداث ردود فعل ,وتعبيرات بوجهه وجسمه ردا على ما يقال. عندها يجب عرض ردود الأفعال تلك. ولكن إذا كان الفرد يتحدث مع نفسه على شكل مونولوج Monologue ، بدون لحظات يتذكر فيها الماضى Flashbacks مثلا , أو بدون ضرورة الرجوع إلى أية لقطات أخرى، عندها إذا تم اضافة لقطات أثناء المونتاج لهذه اللقطة ,فقط لمجرد ضرورة مشاهدة المتفرج لشيء مختلف، فعلى الأغلب إن المونتاج في حد ذاته سيشوه هذا المونولوج.رابعا* المحافظة على الخط الوهمي : "الخط الوهمي" هو دليل فى ذهن كل من المخرج والمونتير للأسترشاد به ,عن أي جانب من الموضوع يصورون أو ينظرون.وتخطي هذا الخط أثناء التصوير ينتج عنه موقف متناقض بصريا بالنسبة للمتفرج. فإنه سيواجه وجهات نظر مختلفة للحركة,وسيتغير إدراكه لما يحدث على الشاشة. إذا كانت سيارة تسير من اليمين إلى اليسار عبر الشاشة,حينئذ يكون الخط في اتجاه سير السيارة. A
وإذا كانت اللقطة التالية مأخوذة من الجانب الآخر من الخط .Bفستظهر السيارة الآن وهي تسير من اليسار إلى اليمين، أي الاتجاه العكسي. وفي الواقع أن السيارة تسير في نفس الطريق الذي سارت فيه من قبل، ولكنها ستظهر على الشاشة وكأنها تسير في الاتجاه العكسي. وتركيب تلك اللقطتان سويا، واحدة من الجانب (A) ,والأخرى من الجانب الآخر (B ) سوف يكسر التدفق البصري ,وسيجعل المتفرج يرتبك ويسأل، "لماذا تسير السيارة الآن في الاتجاه المعاكس؟". لذلك يتعين على المونتير اختيار اللقطة من اتجاه واحد فقط من الخط إلا إذا بدا الخط يتغير، أي أن السيارة تشاهد على الشاشة وهي تغير اتجاهها. خامسا* اختار الشكل المناسب للمونتاج : إذا لم يكن المونتاج ناجحاً، فلا يعني هذا أن استعمال المزج ,أو الظهور والأختفاء التدريجي سيجعلها ناجحة بشكل تلقائي , والقطع غير السليم ليس أفضل من مزج غير سليم. وإذا لم تتوافق لقطتان سويا في المونتاج بإستعمال القطع، فهما بالتأكيد لن يتوافقا باستعمال المزج. والسبب في هذا هو إما أن: * هناك خطأ فى زوايا اللقطتين . * أو خطأ فىالاستمرارية بينهما . * أو عدم وجود معلومات جديدة فى اللقطة الثانية. * أو أنه لا يوجد دافع للقطع. * أو أن هناك خطأ فى التكوين بينهما . * أو يوجد سبب مركب من الأسباب السابقة. وعندها لن يستطيع المونتير عمل الشيء الكثير لتحسين ذلك الأنتقالسادسا* كلما كان القطع سليما، كلما قلت ملاحظته من قبل المتفرج: الوضع المثالي ,هو ألا يشعر المتفرج بأن البرنامج الذي يشاهده تم عمل مونتاج له. لأنه عندها ستتدفق الأحداث بسلاسة من البداية للنهاية. وأحيانا تكون الأنتقالات من القوة ، بسبب حسن اختيار اللقطات التي يتم مونتاجها. وبالتالى لن يحسها المتفرج أيضا ، وهو ما يساعد على التدفق البصري من لقطة الى أخرى. وهذا العمل لا يتأتي إلا من مونتير مبدع. وقطع سيئ واحد بين لقطتين , يدمر في الغالب مشهد كامل مكون من عدد كبير من اللقطات .
إن إحدى الجوانب التي تساهم في جودة البرامج، هي أن تبدو كما لو كانت لا تحتاج إلى مونتاج بالمرة. أو أن باستطاعة أي فرد القيام بهذا المونتاج. وهذه هي علامة المونتير الجيد. | |
|